في ساحة المدرسة همست تلك الصغيرة لزميلتها سأخبرك سرا. حينما يكون هناك مشاعر مفعمة في الغرفة تظهر لي أرانب ملونة، ولكن هذا سر، قهقهت الأخرى وصرخت في الأخريات أن يجتمعن وأخبرتهن بالسر، ضحكن منها، ونعتنها بالكاذبة حتى أنهن أخبرن المعلمة بذلك، فقالت إن لها خيالا واسعا. ومنذ ذلك اليوم وهي تحاول الإمساك بهم. تلك الصغيرة هي أنا، ذات 20 عاما لن أقول ربيعا فلا يوجد ربيع في هذه البلاد، إما صيف حارق أو صقيع ينخر العظام. لذا فقد بحثت كثيرا خاصة في الكتب، لا يوجد خيط، شككت يوما أنها حالة نفسية، وبحثت عنه في لائحة الأمراض العقلية والنفسية لا أثر له. ذهبت لفحص بصري عدة مرات و لكن لا جدوى، لا زالوا يظهرون لي باستمرار. في يوم ما قررت الغوص في أعماق الإنترنت المظلم. تحدثت مع أحدهم وقرر البحث لي عن الأمر، أخبرني برسالة أن هذه حالة تحصل كل 40 عاما لشخص ما وما زالت أسبابها مجهولة، ولكن إذا أردتِ أن تتخلصي منهم فالطريقة الوحيدة هي أن تحبسي أول أرنب شاهدته في ورقة تصنع بطريقة خاصة، تحتاجين إلى جذع أشهر شجرة توجد في منطقتك الجغرافية مطحونا. خيوط عنكبوت، ودم دجاجة، وأخيرا شعر كوالا. استغرق الأمر شهرين، ولكني حصلت على كل هذه المكونات. تسللت في منتصف الليل إلى المطبخ، ستقتلني أمي لو علمت ماذا أفعل بأوانيها العزيزة. شعرت بأني ساحرة تخلط هذه المكونات، وكل ما ينقصها هو تعويذة لتنطقها، وضعت الخليط على صفيحة بعد غليه. و فردتها في سطح المنزل، في منتصف الظهيرة أصبحت قطعة واحدة، والآن سأخرج سلاحي السري جزرة زرقاء، أول أرنب شاهدته كان في لحظة أنس، كان أزرق اللون. كل ما ينقصني الآن هي لحظة أنس أخرى. اليوم سيجتمع كل أفراد العائلة في المنزل، لذا سأحصل عليها. بعد أن اجتمع الكل رأيت أصناف الأرانب تضايقني، والزرق خاصة، ولكن لم يقع في الفخ، لربما تعرضت للنصب. تركت غرفتي بيأس. آه لو يعلم أحمد ماذا فوق رأسه وبين أقدامه، ضحكت على شكله، يبدو أن الأمر برمته كذبة، وأنا صدقت أنه سيختفي، بعد لحظات رأيتهم يهربون من النافذة المفتوحة . ركضت لغرفتي فرأيت الأرنب محبوسا، أصبح كصورة فوتوغرافية
ركضت لأختي
هل ترين ماذا يوجد هنا.
نظرت إلي باستخفاف
فيل !!!
قفزت من فرط السعادة، وأخيرا سأهنأ بنوم عميق. هربت كل الأرانب ولم أعد أرى أيا منهم، ولكن في كل ليلة كنت أسمع أنين ذلك المعلق في غرفتي كصورة. لذا كان علي أن أختار: أنا أو الأرنب، وقد اخترت أن أنام لبقية حياتي بين كومة من الفراء .
لطيفة الخريجي
コメント