top of page
شعار مداد.png

ابتسامة عذبة

خالد، صبي صغير لا يدرك من العالم إلا أبسط الأمور وأيسرها، خرج من عالم الأسرة الموجه إلى المدرسة الابتدائية التي لا تعدو أن تكون بوابة الحياة والتجارب التي لا يدركها عقله البسيط، خلال سنوات دراسته البسيطة كان معتاداً على معاملة متدنية من أقرانه، كانت الألفاظ الساخرة والضرب متوسما بها، لم تكن تظهر على خالد أي نواحي التذمر الحقيقية بل كان لا يكف عن رسم الابتسامة على محياه، تسير الأيام وتتكرر الحكايات في المتوسطة والثانوية، صحيح أن قدرته على التعامل وإدراكه اختلفا وزخم التعامل السيء انخفض إلا أن وجودها كان محتوماً وانقلبت الابتسامة إلى ابتسامة بإيضاح الأوداج.


أحد الذين لم يكونوا جيدين معه يدعى محمد، لم تكن هناك حادثة من الحوادث ذات زخم يستدعي تدخل مسؤولي المدرسة عدا حادثة كادت تودي بحياة خالد ولعلي أوجزها، قام أحد الطلاب بدفع خالد باتجاه محمد الذي كان يحمل في يده مشرطا وبحركة سريعة قطع ثوب خالد من الخلف، والله ستر بأن اقتصر الأمر على الثوب ولم يتجاوزه، وصل الأمر لمسامع وكيل المدرسة وكادت أن تقوم الدنيا ولا تقعد، حتى أن أهل خالد حنقوا مما حدث، وكما تم إسلاف ذكره فخالد كان مبتسماً لا يريد أن تحدث أي بلبلة، أدى هذا الشعور بوالد خالد أن يغضب بشدة منه وقال له: لماذا؟ فرد خالد بكل احترام وهدوء: لكيلا أكون في محله ذات يوم فلا أستسمح.


لعل هذا الطبع الهادئ البسيط هو ما جعل خالد في ما بعد شخصاً مهماً يحتل مناصباً قيادية، وقضى حياة مكللة بالإنجازات ولم تزل تلك الابتسامة على محياه لم تزل!


عبدالرحمن البيتي



٢٩ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page