ألم شديد يمر عبر جسمي كأفعى من اللهب، أنظر ولا أرى من سواد الغرفة، يخفق قلبي وراء قضبان الرعب، لا يمكنني التفكير بوضوح من العذاب المستمر، أفتح فمي ولا أصدر صوتًا، أتحرك ولا أستطيع النهوض، تربط الأفعى نفسها حولي بإحكام، حريق أسود يدور حولي، ينبض شيء آخر مع قلبي، أقوى فأقوى، لا أعرف من أين، أغمض عيني بشدة ودموعي تنزف منها، أصرخ بدون صوت، يزداد الألم أكثر فأكثر، كم مضى على هذا العذاب؟
فجأة أسمع صراخًا حادًا، توقف قلبي عندما لاحظت أنه صوت طفل صغير، لا، بل صوت مولود، تباطأت شدة الآلام حتى أصبحت طفيفة، بدأت أرى ألوانا مختلفة غير واضحة، خلفية بيضاء ثم شيء وردي صغير، شعرت بغطاء صغير على صدري وسمعت أنينًا صغيرًا لا يكاد يهمس، باركتني آنسة لم أعرف بوجودها قط، نظرت إلى ذلك الشيء الصغير الذي يملك عالمي بأكمله، همست اسمه وهو غارق في نومه، كيف رزقت بهذه المعجزة؟
تدور حولي دوامة من الظلام، أنهض صارخة باسمه ولكن لا أراه أو أسمعه البتة، تأخذني قدماي إلى أماكن لم أعرف عنها، تتحدث شفتاي إلى أناس لا أعرفهم، تنظر عيناي بكل مراهق وطفل ورضيع، ينكسر قلبي مرارا وتكرارا في كل يوم لم أعثر عليه، تصحرت عَينَيَّ من البكاء، ألم أعاني بما يكفي؟
منار العقيل
Comments