بكيت..
نعم بكيت.. أشعر بدحرجة الدموع على وجنتي، والحرارة تسري بجسدي..
كانت بين يدي أمسكها بحنانٍ كإمساك يد أول صديقة لي بالإبتدائية، إنه أشبه برؤيتي لها تذهب مع أخرى لتتقاسم معها وجبة "الفسحة"!
آه.. تلك الخيانة لا زالت عالقة بذهني كصورةِ بلا ملامح.. فقط شعور
وهذا ما شعرت به عندما غادرتيني يا سمراء!
يا الله! ما تلك الحكة أيضًا!، ولِمَ عيني حمراء؟ لِمَ هذه الحرارة تحتل جسدي؟ كاحتلال الإنجليز لدول العربية؟
أتلك أعراض الانسحاب؟
فأنا كل ثانية أغفى وأنسى وتركض قدمي شوقَا.. لهفةَ إلى الخزانة وأتأمل جمال أكوابي.
وأقف.. دقيقة.. اثنان.. ربما خمس حتى اختار الكوب الذي يناسب مزاج هذا اليوم.. هذه اللحظة كي أكون واقعية!
وفجأة! أتذكر غضبي من سمراء فأعود حزينة إلى صومعتي كما تلقبها أمي..
أنظر لِمَ حولي فراغ؟ نعم أنه كالفراغ الذي أشعر به الآن ويدي خاليتين.. ومذاق فمي خالٍ من المرارةِ الحلوة..
أتساءل متى ستعودين لي؟ فلن أحزنك.. لن أبعد عنك لحظة.. وكيف لي ذلك؟ فأنتِ صديقة الصباح، والليل الطويل، والشتاء، وضوء الشموعِ الهادئ، ورائحة الفانيلا التي تملأ صومعتي.. عودي يا سمراء وقبل أن أجن!
قبل أن أفقد أحرفي فيفصلني مديري.. أخشى أن يكون هذا ما تريدينه حقَا!
أروى البابطين
Bình luận