top of page
شعار مداد.png

فراشة مُحلّقة

أعود لمنزلي، وأنا أشعر بأن فوق جسمي جسم آخر، خطوتي مثقلة وكأن ساقي بضعف حجمها، ألقى ابنتي (لين)، هي تضمني، وأنا أشعر بأني أنا والعالم كله نضمها، أصير فراشة بين ذراعيها، و بالرغم من صغر حجم لينا، إلا أني في حضنها أشعر بأنها جبلاً ينحني ليحضنني، إنها تبدو أكبر من الأرض حين تلفك بذراعيها، لا شيء يخيفني حقاً وهي تلفني بيديها، فحضنها يبدو وكأنه حرَمٌ يخضع العالم كله فيه للسلام.


أعيش في بيتي فراشة، وخارجه أشعر بأني بناية تمشي على الأرض. كل الدنيا بالخارج عصّية، قويةّ، وفي أحضان لين تهون كل هذه الدنيا. أعيش مع العالم إنسانة، وعندما تكون لين حولي؛ أصير إنسانة أخرى، يصعب على من رآني بالحالتين أن يصدق بأني أنا ذاتي في كلتيهما، حتى أكاد أنا ألا أصدق!

رغد النغيمشي



٤٣ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Commentaires


bottom of page